14 mars 2011

إمرأة في الميزان

سألت أبي البارحة: والدي لماذا مع كلّ إختلافاتهم إتفق اليمين واليسار على أن تكون المشكلة المرأة،فإبتسم مستهزئا وقال وهل غيرها يا حبيبتي عليه الكلام،وعندما لا حظ إستنكار تعابيري أجابني: أوّلهما وهو اليسار يدافع عن الدجاجة التي تبيض ذهبا وثانيهما وهو اليمين يريد بإسكاتها علوّا وبيانا.

إستغربت الردّ وقلت ولماذا هل في تقديمها قربانا حفظ للمال أم في ترهيبها كلاما علوّ للشان.
قد يبدو ردّي غريبا ولكنّ ذلك ما تبادر لذهني في الإبّان لكنّ والدي تفهّم ضبابية رؤيتي وفطوى سجادته وأخفى كتابه وحذا جواري ليفهمنيإستمعي إليّ ياإبنتي وركّزي في معنى الكلام ولا أحبّ أن تكوني كأولئك الذين يتوقفون بالمعنى حين يبدأ المعنى في الكلام.
دعينا نعود لتالايخ الحضارات والأديان ونرى كيف كانت المرأةعلى مرّ العصور والزمان وسأحاول الإختصار قدر الإمكان لأنّ سلطان النوم يناديني ولم يعد لي كثير من الطاقة للكلام.
لا يعتبر اليهود يهوديّا الا من كانت أمّه يهوديّة ولا يقبل الرهبان في الدير إلاّ طفلا في أوّل عهده أو من قدّمته أمّه و يقول ديننا أنّه بإمكان المسلم الزواج من حاملة الكتاب أتعرفين ما الحكمة في كلّ ذلك:إن حاملة الكتاب هي من الموحّدين بالله وبذلك فهي سريعة الدخول في دين الإسلام.والمرأة عموما أقرب الى الروحانيات والأبحث في الغيبيّات و الاسرع الى التضرّع الى من تحسبه هو الحامي والاه. وهو أمر ساري حتى على باقي النساء في الأديان الأخرى ولكن صاحبات الكتاب أقرب الى التوحيد لان كلّ كتب الرحمان هي كتب في الإسلام
والمراة هي المدرسة الاولى يا إبنتي هي القريبة من الله الذي يدخل القلوب قبل الدماغ هي التي محنها تجعلها تبحث عن الماورائيات هي التي في ألمها و ثقلها و حرصها على بيتها وولدها ترفع عيونها دون قصد منها إلى السماء هي المرأة يا حبيبتي.

هي التي  يعتبرها اليهود حافظة لاستمرار الدين و يعتبرها المسيح رقيّ الدين ويعتبرها الاسلام رحمة وموّدةهي التي لها عند الله شفاعة خاصّة وهي التي تحت أقدامها الجنّة هي تركيز لقوّة الله في الوجود تعيش معه الكينونة في جسمها وهي تعطي للكون وجود.
هي التي تعلّم أصول الدين وتربية الخلق وهي التي تفسّر حبّ الوطن وكرامة الخلق.هي التي تعوّد  الإنسان على أحسن الأفعال و تدرب الذريّة على حفظ اللسان وهي التي تصون الكبير بحب وحنان وتحمي  العرض والنسل وتحفض الدماء والأوطان.هي التي تحبب الأخ في أخاه وهي التي تطيّب النفوس وتحنن القلوب  هي أرقى من الجانب الغريزي الذي يحاول البعض حصرها فيه وإن كان عندها دونا عن الرجل له معنى الوجود لأنها به تواصل النسل والخلق بأمر الله.
هل تعلمين يا حبيبتي لماذا الصراع هل تعلمين لماذا يتناحرون بين الحق وما سمّوه بالاسلام
الصنف الأوّل يريد مالا يستقيت منه وموضوعا يتحدّث فيه ومعروفا يودّ المرأة به و يذكّرها به
والثاني لا يريد منها أن تعود لأصل الكون ومكانتها في الدين وهو الذكوري الذي لا يريد للضعف إقرارا و لا للنقص مكانا فيجعلها تطالب بالبعض مما هي به حق وتتنازل عن الأصل طواعيّة و استسلاما
ولكنّ الحقيقة يا قرّة عيني بأن المرأة هي أصلا أقوى بأمره تعالى وحتى بالبرهان على مرّ الزمان فهي تعمل داخل البيت وخارجه وهي من تربّي الأجيال وهي التي تدير البيت مالا وعاطفة وسكينة وإستقرار وهي التي تحمل في جسمها ثقل الدنيا وعلى كتفيها جبل مسؤوليّة وكتل كلّ الاحزان وهي التي تجعل من دموعها قوّة ومن حزنها فرحا ومن تعبها نشاطا .
هي التي توجد في كلّ حين وفي كلّ زمان أم وأخت وإبنة ورفيقة وصديقة وزوجة ومحبّة ولا تكلّ ولا تملّ ولا تئنّ وحتى حين دعيت للجهاد ذادت عن دين الإسلام وأدارت بيت مال المسلمين وإهتمت بالتجارة حين قلّت الرجال في قبائل رحل أهلها للجهاد
هي التي ترثي قتيلها صباحا وترضع رضيعها مساء بلا كلل ولا استنفار في كلّ بلاد الحروب أفهمت الآن لماذا النزاع لأنهم لا يستطعون أن يقدّموا اليها بعض الحق مما حباها به الرحمان.
إن المرأة وإن تنازلت وقالت أوافق على التساوى لأنها لم تجد ذلك الذي يعطيها من حقها ما يريحها و يخفف عنها الآلام والنفس يابنيتي تحب الإعتراف بالجميل حتى بلا كلمات تلك طبيعة البشر

7 mars 2011

يتيم الثورة

اليتيم عادة يكون يتيم الأم أو يتيم الأب أما نحن فيتامى الوطن نحن من باعنا من وليناهم انفسنا.

اندلعت ثورات من بين ظلوع خرساء لازمان طوال .وانفجر الصوت المكبوت سنينا والكلّ كان يزايد على اول الشرارات قائلا بانها ثورة سلمية بسيطة وتهافتت الاقلام والاعلام ليقدّم لنا كلّ من مرآه تاريخ ثورتنا الثورة التونسية, اهتم الجميع بان يمجد وان يشكر وان يحيي وان يشدّ الايادى على شعب اسقط الديكتاتور, ديكتاتور اختاروه بانفسهم وقرروا ان يضعوا لوجوده حلا او هكذا حاولوا اقناعنا.
و بعد فتيرة من الزمن بين حقيقة الثورة المكتسبة والثورة المهدات بين من  استحق الثورة او من رأف بشعب فاهداه اياه, بعد مدّ وجزر بين تدخّل الجيش والاوامر الامريكية وبين خوف الديكتاتور المخلوع وهروبه او استحقاق شعب ابى الا ان يكون تدق نواقيس الخطر على باب آخر و تراب آخر ومن أصوات شعب آخر تدق من مصر.
قالو لي انت ليس بيتيم فانت اليوم وليد انت اليوم تبنتك عائلة جديدة والدك اسمه الحرية وأمّك ه الديمقراطية ورغم عدم سعادتي بهذه العائلة التي لا اعرفها الا اني سعدت بانتمائي لعائلة اصلا ولكنّ سعادتى لم تدوم فقد كثرت الهتافات ترفض عائلتي وعلت أصوات تنسب احقيتها بهذه العائلة مغيبة وجودي ناسية يتمي .
كانت هذه الوجوه التي تتداول على الكلام أمامي تشعرني مع كلّ حرف يغادر شفتيها بيتم أكبر كان كلّ حوار يدميني أكثر , من هؤلاء ومن اين اتو وماذا يريدون من عائلتي الجديدة؟
لملت أشلاء وجداني وحملت علمي و كتابي واقلامي واخذخت وطني بين أهدابي و ذهبت الى أمام دارهم انتظر نهاية الكلام وعند وصولي وجدت عديدن مثلي لست ادري ان كانوا اخوة لي ام هم بجيراني و اصطففنا كتلاميذ في الكتّاب ننتظر المعلّم ليأتينا بالبيان.
كانت الدقائق تمرّ وكأنها ساعات تقتل إحساسي بالامان وتنتهك مني الطمأنينة والسلام, ومرّت الايام وكانها سنين ترسم على جسدي هرم الايام كان قلبي ينتفض وانا اسمع طلقات الرصاص وجسدي يتلوى عند صوت الغاز الاّ دموعي فلم تنهمر لانني خزنتها للرقص والافراح كان كلّ اصوات الرعب تنذرني باخي في مصر الذي يبكي واختي التي بالميدان .
مرّت أيام ونحن ننتظر وكلّ لحظة وثورتي تنتهك بين من خالها جواد فركبها بدون حق وذاك الذي حسبها بقرة يحلبها في اي وقت وثالثا ينتهك قداستها بالف خبر كاذب وأخر بفسق, مرّت أسابيع وكانها قرون والكلّ ينظر ولا احد سألني من أكون واحد باسم الدين ينادي و يتحدّث كرسول وآخر جلد الاخلاق وقال هنا الصدق يقول ورابع ينتهش ذكرى حضارات ماتت وتآكلتها السنون ورابع لحريته ينادي وعن حريتي ما تساءل او حتى فكّر بانني في هذا الوجود,
في كلّ صباح و مساء وفي كلّ مكان وحين ألف صوت وصوت ينادي ليقتل احساسي بهذا الوجود, أمريكيون استباحوا عرض وطني وقالوا انه للامن ضامنون وفرنسيون اختلسوا اموالي وقالوا انه لحق امي مفعلون واوروبين خشوا هربي فجاؤوا لي مناصرون الكلّ يبكي موتاي الذي قتلتهم يداه والكلّ ينعي والدتي التي لم تراها بعد عيناي ولا احد ذكر اختى التي تبكي في  ميدان التحرير للقياي

كان كلّ يوم يمرّ تزداد القشعريرة في جسدي و يكتسح البرد جسمي فالتف في علمي خطائي الوحيد فقد هدّم منزلي, كانت عيناي ترتفع كلّ يوم الى السماء أنشد الهي وليس من ينشدون فلقد زاد يتمي حين علمت بأنني و إيّاهم لسنا بذات الدين معتنقون فانا رباني والدي بأن ديني قديم التاريخ قدسيّ المعاني سامي الاهداف علّمني والدي بانني ابنة رسول بعثه الله الواحد القهار ليختم به آخر المشوار وليكتب التاريخ دون تحوير او كلام من مناصر او جبار وانني ابنة رسول جاء رحمة للناس مليئا بالعطاء متسامح مع الاختلاف حافض للحق حاقن للدماء علّمني والدي بان ديني لا يحاسب حتى الرياء وأن الشهادة حاقنة للدماء وان الله الذي اعبده واقدسه هو الوحيد المكلّف بالحساب و الوحيد الاحق بالكلام على خبايا النفوس.
نظرت الى السماء اناشي ربي الذي ليس لي من نصير سواء اساله رحمة من قوم باسمه يريدون استباحة الارواح , وسافرت عيوني ترجوه نظرة من لدنه حتى يرفع عني وعن اهلي هذا البلاء ويبعد عنّا أذية قوم اتهكوا عرض دينه بالسلاح.
ومن شدّة سهوي لم انتبه الاّ واقدام تسير على جسدي واصوات تخترق أذني تطالب بعلمانية كمبدإ دون سواه, رفعت ناظري باحثة عن كلمات ما يقولون فوجدتهم يصرخون بمساوات في الحق ودولة القانون, استغربت وضعي وتسالت عن حقيقة عائلتي الست قد تبنيت من لحظات في عائلة الديمقراطية والحريّة والحقوق أم أنني أحلم وعيوني للسقف ناظرة, كان الكلّ ينادي بين أقلية تسعى وآخرون متديون وفجأة صمتت الافواه لحظات فقد جاءنا الفرج في صوت الحق لقد رحل ديكتاتور مصر بعيدا وغدا يعود اخوتي يغنون.
واتحدت الاصوات جميعا بين من كانوا متخاصمون يغنون ويرقصون ويتهازجون فرحين بنصر آخر ما كانوا له مرنقبون.
يا لغرابة الدنيا يبدو بانني لست اليتيمة الوحيدة اليوم ضمن هذه الجموع,

مرّ يوم آخر وبزغ فجر جديد وعدنا الى المكان الذي كنّا فيه قابعون فاليوم تهافتت الحاضرون والمصفقون والشاكرون ولكنهم للاقنعة مرتدون يشكرون ثورتنا التي يذكّرورنا بانهم هم الذين منحونا اياها و يشدونا على ايدينا التي كانت تمسك من عاث في البلاد فسادا و هم باليد الاخرى يوقعون , يمضون اوراق التبني و اوراق الوصاية و سجلات التبيعية و صفحات العبودية , يخطون على ايادين حرية مغلغلة و ديمقراطية مهترءة و سلام مشروط,



جاؤوا يهدوننا أموالا وهم لاموالنا مستبيحون وجاؤوا يعرضون علينا خبرات وهم لخبراتنا مستغلون وجاؤوا يعطوننا مجدا ونحن من اجل هذا المجد مات فينا كثيرون, جاؤوا بضحكة بارزة على الشفاه خفية على المعالم ليعدونا بكثير من الاحاطة لنكون سباقين في تاريخ ثوراتنا دون تحديد لا ماهية السباق ولا الى اين خط النهاية. وتركوا بيننا من يزيد في تعكير المياه ومن يقص الالسنة ومن يسحب الحق من الافواه. ثمّ رحلوا بعد أن اعادوا الينا من كانوا في ضيافتهم هربا من بطش فرعون.









يالاهي هل انا اهذي ام فعلا هذا ما فعلوه فكيف لتلك الاصوات التي كانت تنادي من بعيد خوفا وهروبا من بطش وجبروت ان تصبح اليوم قويّة وناصرة للقانون, كيف لاولئك الذين كانوا في خيراتهم يتمعشون وفي كنفهم يحتمون بان يساندونني اليوم ويرفضون استفحال الطاعون, ازدادت دقات قلبي تباعا واحسست بان يتمي اليوم قد جدد بدل المرّة آلاف المرات بل إنني شعرت بانني اعود لليتم تباعا.
هذه الأصوات كنت اسمعها تأتي من بعيد لم تقل يوما غير كلمة لا او نعم الموالات تأتي اليوم لتغتصب حقي من جديد تأتي لتعيد ديكتاتورية ولكن بشرعية حماية اليتيم كلّ يغني على ليلاه وكلّ حقّ ولا حقّ سواه وانا في كلّ هؤلاء ابحث عن ذاتي عن نفسي عن صورتي عن عائلتي عن مستقبلي وحريتي المسلوبة.ينادون بالتسامح وليسوا بمتسامحين ويرددون التواصل وهم لامثالي مقصين ويساومون بالشرعية وهم لغير مشروعيتهم ليسوا بمبالين وانا كنت تاهئا فاصبحت منبتا ويتيم.


لملمت شتاتي كلّ ما تبقى لي من حلمي ومن جميل ذكرياتي و دخلت في قلب البلد الحزين الذي قدّر له ان يبقى باحثا عن صفته الى حين حين انفجر في وجهي بركان من الدماء و تهاطلت على راسي اشلاء من بقايا انسان و دوت في أذنيّ صرخات رضيع وانين بنات. صعقت من رأيت وفجعت مما اكتسيت وقلت من اين وكيف ومتى اتى هذا ومن فعل اي مجرم حقير.
كان الثراء ملطخا بالدماء وصوت الثكالى يعلو في كلّ مكان وعويل وصياح وصرخات تتوالى من هنا وهناك, انه بيت ابن عمي انفجر فيه الداء فهذا الديكتاتور ليس بمثل سواه يستبيح الدم والعرض ويقبل التقتيل على ترك عرشه لسواه ويستمر في ظلّ كلّ هذا الضجيج كلّ يغني على ليلاه.
اين ذاك الذي كان بالحق ينادي وبالحرية اليس اهلي من احقي الحق والحرية , اين اولئك الذين كانوا البارحة منظرين وله شاتمين ولعنفه علينا وعلى ابنائنا مستنكرين اين هي اصواتهم الآن وسط كلّ هذا الانين اين ذلك الذي يتشدق بالدين ويقول بانه له من الداعين وكان بالامس يناقش هذا الديكتاتور ويقول انه راعي للحق والدين امّ ان دينه الذي لا اعرف ماتاه لا ينكر الظلم ولا قتل الراعي لرعاياه , هلّ ان الكتاب الذي ينادي به لا يدعوا الى نصرة الاخ ظالما او مظلوما فتمنعه فعل الجرم او تسجنه لايقاف مجونه هلّ ان دينه الذي يتبناه لا يعتبر قتل النفس بغير حق كفر بالله وعبادة لسواه امّ ان كتابه المقدّس الذي يتبناه لا يقول بالطاعة في الحق ولا طاعة لعاصي الله . غريب امركم يابشر حين تجف الكلمات اذا كانت لغيركم عبر.
ان اولئك الذين يتشدقون بتقسيم الثروات واسترجاع حق الشعب وطمس الديكتاتوريات ام انه فقط حديث تتخمون به عقولنا في تشريع ما سميتموه بحق الثوريات. اليس هؤلاء الصامتون المشاهدين للمجازر وخانعون كانو بالامس لكم ساندون وكانوا لكم من بطش عدوّكم حامون . اليس هؤلاء من قالوا بانهم سيتدخلون لينقذون اهلي من بطش هذا المجنون وكانوا البارحة امامي يتشدقون بارساء الديمقراطية في عالمي العربي يتفاخرون ولكم كانوا مناصرون يمولونكم حتى لا تسكتون لماذا انتم الان خارسون كابتين الحق في صدوركم ولهم لستم تواجهون اتخافون ان يرموك ويبغيركم لنا ياتون ام نخشون ضياع مصلحة في قسمة هذا الوطن الحزين المغبون.
اين انتم ايها العلمانيون من دولة تفصل الدين عن القانون, ذلك القانون الذي به تتباهون وتقولون بانكم له افضل المتكلّمون هل انتهاك حرمات البشر وتقطيع اجزائهم والتنكيل بالشعوب يحميه بمنظوركم القانون ام ستذكرونني بما كنتم تقولون وانكم استنكرتم ورفضتم بل حتى كنتم منددون هل هكذا تنوون ان تحادثون و بهذا القانون. هل انتم من سينصرنا ام ان لنا مغتالون. كيف اعطيكم يدي بحرية تصافحونها بخنجر مسموم وكيف تريدون مني بيع حرية لديكتاتور مقنع بقناع الشرعية والحقوق


اسمحوا لي فقد قررت اليوم ان اتكلّم وليكن ما يكون, افضّل اليتم على عائلة تنسبونها لي وانا لا اكن لها اي حب او تقدير او حتى ذكرى طفل صغير.لن أقبل بأب قتلتم فيه الروح ورميتم لي بما تبقى فيه من عظم هرم و كئيب ولا بأم إغتصبت على اكثر من يد و مغتصب لئيم .
لن أعطيكم شرعية كفالتي فيتمي شرفي لن اهديه لكم لتنتهكوه وضياعي حاضري سأحميه حتى يجد غد اكيد.قد تكون ثورات شعوبي قد انعشتكم وقد تكون الحرية قد استهوتكم ولربما هي فرصة لعودتكم ولكنها قيدا لي اكيد لن تكون.

انا يتيم الثورة الذي قتل اباه  واغتصبت امه وهدم بيته و شرّدته الايام, انا يتيم من عقود كنت ابكي ضياع حقي واشكو ظالمي للوجود واليوم انا يتيم ثورة تريد إعادة التوازن لهذا الوجود فلن اعطيكم شرعية يتمي تزايدون به في بورصة الكراسي والمصالح والتشبث بالتطرّف المرفوض لن أقبل يسارا سهمشني و لا يمينا يكفّرني ويبعدنى عن دين الجدود لن امنح صوتي لمن يريد بحمايتي اكتساب مكانة في هذا الوجود, لا تقولوا جنت بل بالعكس انا اليوم فقط علمت بان يتمي سينتهي وهو ليس املا بل حق موجود, اليوم فقط علمت انكم لا تختلفون عن باقي الوجوه وانكم ستبيعون حقي وحتى تبيعونني لتحافظوا على مكانتكم في هذا الوجود لكنني يتيم وطن يبكي ضحاياه ويشدو لغد نظيف متسامح مرموق انني يتيم ثورة قامت لتكسر مع بقايا الظلم المقنع ومع كلّ من لا يعرف مواجهة صعوبات الموجود.
فاعلموا بان يتيم الثورة يتيم الى حين يصل الطوفان الى آخر الحدود ليجد ابه الحرّ وامه ديمقراطية لا يهدمها تطرّف ولا طمع سياسي مسعور, سأجد عائلتي وسط هؤلاء الذين ليس لهم في هذه الدنيا قيمة ولا يفقهون معنى للوطن المنشود انا الآن يتيم ولا أخشى غدا ان اصيرا شهيدا ولكنني لديكتاتوريتكم غير قابل ولن اكون بخنوع سأعلي صوتي حتى بيتمي لاذكر العالم بحقي بانني موروث لحق التسامح والحرية والوجود فانا يتيم ولكنني لست بمنبت في هذا الوطن واقسم بانني سأكون دوما في بطشكم عثرة حتى انتصر او اصبح شهيدا في تاريخي وطني المحبوب.فثورتي يغذيها دم اخي المقتول و يحميها رحم ديمقراطية تريد اعطاء وليد لهذا الوجود.
فلا تستخفوا بي ولا تقولوا بسذاجتى فانا فقط الآن يتيم مشغول بأمور العدوّ ولكنني ساعود.



6 mars 2011

في حضور صاحبة الجلالة

العنوان يبدو غريبا ولكنه استوقفني كما سيستوقفكم.




كنت اقرا عرضا جريدة الشروق الصادرة اليوم عرضا فقد فقدت منذ زمن بعيد عادة تصفح الصحف التونسية وإحقاقا للحق وإن بان الشكل مختلفا فإن القراءة الداخلية لم تكن مختلفة كثيرا.
وما إستوقفني مقال للزميل محسن عبد الرحمان بعنوان "بلا نوايا" والذي يتحدث فيه عن وداع القناة تونس 7 ويرحب فيه بالقناة الوطنية, وفي واقع الأمر ليس العنوان ما استوقفني بل محتواه فقد قدّم التقارير الصادرة عن سيقما والتي تجعل من القناة الوطنية في مرتية الصدارة , وهنا تعود بي الذاكرة ليس الى زمن بعيد بل الى الرمضانيات حيث احتجت قناة نسمة على ترتيبها لدى هذه الشركة والذي هو من سخف القدر نفسه الذي جاء ضمن هذه الاحصائيات التي وان ادرجت القناة الفرنسية 24 الى حساباتها الا انها حافظت على باقي الترتيبات . ويختم محسن كلامه بالقول انه ان دلّ ذلك على شئ فانه يدل على قرب هذه القناة بعد التحرر من المواطن التونسي رغم غياب مسلسلات كاكتوس.
ربما اطلت المقدمة ولكنني اردت أن أضع موضوعي في اطاره حتى لا يكون منبتا كوضع قنواتنا الاعلامية والسمعية البصرية وفاقدا للانتماء كصاحبة الجلالة لدينا التي لم تفقد التاج فحسب بل سحب من تحت قديميها البساط.
فكيف يمكن القول بان القناة الوطنية او البنفسجية او ايا كانت تسميتها قريبة من الواقع التونسي وكيف يمكن ان يكون ترتيبها الاول بفارق الضعف تقريبا لاقرب قناة بعدها وهي حنبعل .
ثمّ كيف يمكن ان تشد القناة الوطنية الانتباه أكثر من القنوات الفرنسية والعربية كالجزيرة وغيرها وحتى كما يقول المقال قناة مبس4 الانجليزية وهل يجوز في هذا التوقيت أصلا ان ندرج قناة مختصة في بث المسلسلات المدبلجة في حساب المتابعة و الانتباه.
رجاء نحن لا نعيش على المريخ او فوق زحل نحن نعيش هنا في تونس البلد الذي كان منذ ايام فقط يعيش شدّا اجتماعيا واضح المعالم تونس التي تستقبل حدودها آلاف اللاجئين من المجاورة ليبيا , هؤلاء اللاجئين الذين لم يذكروا في الاعلام إلا بعد حروب كبرى على الانترنت والمواقع الاجتماعية والعديد من القنوات التلفزية الاخرى وهذه الحدود التي استمع الناس بخبرها عبر هذه القناة إثر التصريح الثالث لمنظهة الامم المتحدة للاجئين.
أين هي الصحافة والتلفزيون الذي استقطب الانتباه وهو حتى لم يهتم بنقل الصورة مجردة  في نقله لاحداث الشغب التي تقع في تونس, واين هو هذا التلفزيون الذي يذكر الاحداث في ليبيا وكأنه يتكلّم عن حرب العراق الثانية ينقلها عرضا في نشرة الثامنة ضمن جولة عالمية.
 كيف يمكن لهذه القناة بأن تفوق مشاهدتها قناة نسمة التي وإن كنت  لا احترم الحس الصحفي فيها  ولا حتى أحترم طريقة نقلها للاحداث التي تطوعها حسب مصالحها الا انها تنقل أخبارا عن تونس باكثر شجاعة.
كيف لهذه الفترة الزمنية التي يهتز فيها الجسد العربي انتفاضة الحرية  مازلنا لم نرى حرية  تصل الى شباك هذا التلفزيون , و كيف يمكن أن نجري في هذه الفترة السياسية الحساسة مقارنة  بين نسبة متتبعي الفناة الوطنية و أولئك الذين يتابعون قناة للمسلسلات المدبلجة,  وكيف يسمح الصحفي لنفسه أساسا ان ينقل ارقاما ويعلّق عليها مبررا ما لا مبرر له.
هل يعقل بان تكون التلفزة التونسية التي كان شعبها أوّل الشعوب المنتفضة الثائرة المتحررة لاتقدّم حتى ريميكسا للصور وللاغاني حول هذه الانتفاضة كيف يمكن لتلفزة وطنية ينتفض حدود بلدها الذي تنسب وطنيتها اليه  يمنة وشمالا تحت صوت القنابل وهي تبث البرامج الوثائقية ان تحتلّ المرتبة الاولى.

هل يعقل بان القناة التي تغيب المجازر التي تحصل عند حدودها والتلفزة التي لا تهتم بنقل واقع مجتمعها من عمق أحداثه و تلفزة تحتشم إن لم نقل تغيّب ما يحصل  من ثورات في باقي انحاء العالم العربي , هذا العالم وهذه الشعوب التي تذكر شعبها في كلّ حوار تلفزيوني وفي كلّ لقاء شعبي  يتكلّم فيه عن الثورة ممجدة أياه شاهدة له ببادرته شاكرة له شجاعته مرشحة له لجائزة نوبل للسلام لسلميته في الاعتصامات والمطالبات  ان تكون قريبة لهذا الشعب.

ثمّ ما الذي يمنع الاقلام التي كانت تتحجج بالديكتاتورية والتعنيف والقمع اثناء  نقلها  باحتراز لاحداث حرب العراق الثانية او حتى كلامها على تدخّل الافريكوم في تونس لسنة 2007 عندما استفحلت اعمال عنف الاسلامين في الجزائر أو ما شهدته البلاد قبل 14 من جانفي من أحداث شنيعة  ولماذا لم تنطلق هذه الاقلام بعد ذلك لتقوم بروبرتاجات عن واقع الحياة عن البعد الآخر لولادة هذا المجتمع و هذا الجيل الجديد واكتفت بان تقوم  بنسخ الكلام ونقل صور عن الواقع الاجتماعي السخيف وكأننا ثورة جوع وثورة بطالة والعكس أن هذا الشعب يثبت كلّ يوم بأنه لا يفكّر في الاكل بقدر الكرامة والدليل ما قام به على الحدود
 ما الذي يمنع هذه القناة بان تكون الاولى في نقل الخبر لماذا على الآخرين دوما ان يفخروا بشعبها فتحذوا حذوهم عوض ان تكون هي عاكسة لصورته الجميلة مالذي يمنعها  الآن من اعادة شحن طاقاتها واسترجاع مكانة وعرش سيدتها.
هل  أن الثورة التي نتحدّث عنها  لم تطل نفوس هؤلاء الاشخاص ام ان القمع اصبح قمعا ذاتيا بعيدا عن اجواء السياسية أم هل أن التعود على السفاسف والاكتفاء بالتناول السطحي للامور اصاب الصحافة بنوع من التجمد والتبلّد.

و إن كان هذا هو الوضع كيف يمكن لصحفي أن ينقل خبرا عن شركة يبدو أنها لا تقوم باستفتاءات في الشارع بل باستفتاءات ذاتية تحددها مصالح شخصية أو مالية كيف يمكن لصحفي يعتبر نفسه أحد جنود صاحبة الجلالة أن يضع قلمه في هذا الموقف المحرج .
أعتبر أن ماجاء في هذه الاحصائيات لا يمت الى الواقع بشئ لانني لا احب الاقتناع بصدقها تعسفا مني على الشارع التونسي الذي ان ثار على الديكتاتورية فهو ليس من الغباء بان لا يعي سخف ما يبث على القناة الوطنية او حساسية الفترة القادمة.
ودائما في حضور صاحبة الجلالة فانني اطلعت اليوم على كلّ الصحف الصادرة تقريبا والتي كان الحديث فيها على موقف القذافي او عن المستجدات على الساحتين المصرية والعربية او حتى تناولها للوضع في الحدود التونسية والتوتر في الشقيقة الجزائر متشابها ويكاد يكون اعادة نصية باقلام مختلفة ولم يحضى موضوع التدخل العسكري المحتمل في ليبيا او حتى زيارة سيف الاسلام لاسرائيل او حتى الاحداث الافريقية باكثر من بعض سطيرات يتفاوت عددها حسب القدرة الأدبية لصحفي عن آخر فمتى سيرفع القناع عن وجه صاحبة الجلالة وتعود من جديد لتتمركز على عرشها أم أن الحكم تغير وفقدت السلطات الملكية لتحتفظ فقط بالسلطة الرابعة التي فوضتها الى الآن وبامتياز في تعنيف ذاكرة شعبها وقمعه وتبليده الذهني وكانت دائما السلطة التي تسلّط عليه لا تلك التي يسلطها ضد الطاغوت كما هو دورها في الحقيقة.
لا يتحرر امرإ  ان كانت يداه وعيناه طليقان في السماء ورجلاه مغلولتان ولسانه مصهود بالاسلاك
كيف نتحرر وعقولنا مكبلة وكيف ننطلق وقلوبنا متخوفة وكيف نغيّر ونحن أساسا لم نتغيرّ


5 mars 2011

ثورة الحدود

أؤمن دائما ان الدول المتجاورة أو القريبة هي كأعضاء الجسد الواحد يتداعى بتداعي أحد الأعضاء و نحن بجوارنا لليبيا لسنا أجوارا فقط بل نحن نتأثر فعلا بما يجري هناك من جميع النواحي فليبيا تأوي 50.000 مواطن تونسي يعملون على أرضها هذا خلافا لاولئك الذين يأمنون التنقلات والمدن الجانبية من ناحية المحطات الصغرى إضافة الي انعاش الليبيين للاقتصاد التونسي سواء من الناحية الفعلية كالاستثمارات المباشرة والاستثمارات البنكية والعقارات والمشاريع المشتركة في البنية الأساسية او من خلال السياحة والقطاع الطبي والزيارات المفتوحة وغيرها .









وإذا ما تجاوزنا الجانب العربي وحق الجوار علينا باعلان موقف واضح من الاحداث و تقديم مساعدة حكومية وليست شعبية واذا تغاضينا على صمتنا الاعلامي و السياسي على الأفعال اللاانسانية التي ينتهجها القذافي مع شعبه فهل من واجبنا على الاقل أن نفكّر في مصير البلاد المستقبلي في ظل هذه الاحداث من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية وهل يتحتم علينا أن نولي الموضوع من ناحيته الامنية جانبا من الأهمية ونستعدّ له في صورة تدخل قوى أجنبية لتوفير الغطاء الجوي كما يزعمون وهو غير ما سيفعلون خصوصا بعد ما صدر اليوم في جريدة الثامن الصادرة بالقدس على عبور بارجة امريكية قنال السويس باتجاه البحر المتوسط وهل الآراء المتناقضة حول هذا الامر بين مواقف ومناقض قد يزيد الامور في

 المنطقة وعلينا تحديدا حدّة أم أن الامر لا يستدعي وأنا فقط بلغت ذروة التوتر.


بالعودة إلى ما يوجد في الحدود من مشاكل من لاجئين و آسيوين وحتى من أطفال يتامى و بنات في يانع الشباب أسأل نفسي. كيف سنتعامل مع كل هذا المد من الناس هل سنقدر ان نحتويهم من محاولات ادماجهم في اعمال فوضوية او لا اخلاقية ثم اين الموقف الرسمي مما يحدث واين نحن ايضا في دراسة ما يحدث


نحن نتكلّم عن دولة لا تجاورنا فحسب بل دولة تصب فينا ونصب فيها ننهل من خيراتها و تأوى لدينا نحن نتكلّم عن جسر اجتماعي واقتصادي و طبي و مهني نحن نتكلّم عن الارقام المعلنة والارقام اللامعلنة نحن عن نتكلّم عن جوار ينتهك حقه في البقاء كل لحضة وكل دقيقة وكل ساعة ونحن الذين نريد جائزة نوبل للسلام و لا نحاول ارساء السلام الوضع الامني والانساني ينبئ بالكثير من المخاوف والاخطار والوضع الاقتصادي لا يقل عنهما خطورة هذا ناهيك عن الجانب الامني .




سيسالني الكثيرون كيف اجيب فلنحاول ان نوصل اصواتنا للمجتمع الدولي للانتهاكات الموجودة, ننقل شهادات حية من اولئك الذين مرّوا عبر الحدود نناهض تدخّل عسكري اجنبي سيقتلنا ويقتلهم بامكاننا كذلك ان نكتب في كل مكان ان نرفع اللثام عن اعلامنا السمعي البصري الذي لديه حالة ذهول وغيبان بامكاننا ان نطلب قفل القنوات الليبية التي تزيد في تبليد الاوضاع ولا تنقل الحقائق لليبين الذين في مدن لم تصلها النيران بعد لست ادري نحاول حتى لا نكون خرس وصم وبلا احساس.


ان استمر القذافي في السلطة بعد ان يكون قد أباد كل الشعب الليبي او تقريبا فلا تعتقدوا بان الوضع سيعود كما كان وان رحل القذافي ليحل محلّه من يخشون على مصالحهم ويحاولون حماية الذهب الاسود فالوضع لن يكون اقل تعقيدا. 
نحن اجوار الجزائر وليبيا نعم ولكننا جوار بالاوراق فقط ولكنني دم واحد يجري في عروق الكثيرين منا فكم من عائلة حدودية متصاهرة مع اخرى ليبية او جزائرية وهل يعتقد احدكم ان دخول القوات الاجنبية سينقضنا بل بالعكس ذلك سيزيد من تعرضنا للخطر فهذا سيفتح للقاعدة المجال لتقول انها لن تترك اراضي اسلامية بايدي اصحاب الصنم وما غير ذلك من التسببات التي سيجدونها ليصبح التقتيل فينا احدهم حفاظا على مصالحه النفطية وآخرون اشباعا لرغباتهم السياسية وسنكون نحن الفدية.










 تذهب القراءات الآن الي استبعاد تدخل عسكري اجنبي كنت أنا كذلك أتقاسم هذا التفكير ولكن برؤيتي لتشكيلة عصام شرف رئيس الحكومة المصرية الجديد تغيرت رؤيتي للموضوع فلا يجب ان ننسى قراءة هذه الحكومة للوضع المصري وتعاملها مع اسرائيل الابن المدلل لامريكا والعدو الاصلي للعرب .أكثر من داعي لتدخل أمريكي في ليبيا و أكثر من إمكانية لقيام حرب ثالثة تسعى فيها دول أخرى حماية مصالحها الاقتصادية أو الامنية أو الحدودية 
أحيانا الاخبار في مجملها تبدو بعيدة عنها ولكن تحليلها يجعلها في عقر دارنا.