5 mars 2011

ثورة الحدود

أؤمن دائما ان الدول المتجاورة أو القريبة هي كأعضاء الجسد الواحد يتداعى بتداعي أحد الأعضاء و نحن بجوارنا لليبيا لسنا أجوارا فقط بل نحن نتأثر فعلا بما يجري هناك من جميع النواحي فليبيا تأوي 50.000 مواطن تونسي يعملون على أرضها هذا خلافا لاولئك الذين يأمنون التنقلات والمدن الجانبية من ناحية المحطات الصغرى إضافة الي انعاش الليبيين للاقتصاد التونسي سواء من الناحية الفعلية كالاستثمارات المباشرة والاستثمارات البنكية والعقارات والمشاريع المشتركة في البنية الأساسية او من خلال السياحة والقطاع الطبي والزيارات المفتوحة وغيرها .









وإذا ما تجاوزنا الجانب العربي وحق الجوار علينا باعلان موقف واضح من الاحداث و تقديم مساعدة حكومية وليست شعبية واذا تغاضينا على صمتنا الاعلامي و السياسي على الأفعال اللاانسانية التي ينتهجها القذافي مع شعبه فهل من واجبنا على الاقل أن نفكّر في مصير البلاد المستقبلي في ظل هذه الاحداث من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية وهل يتحتم علينا أن نولي الموضوع من ناحيته الامنية جانبا من الأهمية ونستعدّ له في صورة تدخل قوى أجنبية لتوفير الغطاء الجوي كما يزعمون وهو غير ما سيفعلون خصوصا بعد ما صدر اليوم في جريدة الثامن الصادرة بالقدس على عبور بارجة امريكية قنال السويس باتجاه البحر المتوسط وهل الآراء المتناقضة حول هذا الامر بين مواقف ومناقض قد يزيد الامور في

 المنطقة وعلينا تحديدا حدّة أم أن الامر لا يستدعي وأنا فقط بلغت ذروة التوتر.


بالعودة إلى ما يوجد في الحدود من مشاكل من لاجئين و آسيوين وحتى من أطفال يتامى و بنات في يانع الشباب أسأل نفسي. كيف سنتعامل مع كل هذا المد من الناس هل سنقدر ان نحتويهم من محاولات ادماجهم في اعمال فوضوية او لا اخلاقية ثم اين الموقف الرسمي مما يحدث واين نحن ايضا في دراسة ما يحدث


نحن نتكلّم عن دولة لا تجاورنا فحسب بل دولة تصب فينا ونصب فيها ننهل من خيراتها و تأوى لدينا نحن نتكلّم عن جسر اجتماعي واقتصادي و طبي و مهني نحن نتكلّم عن الارقام المعلنة والارقام اللامعلنة نحن عن نتكلّم عن جوار ينتهك حقه في البقاء كل لحضة وكل دقيقة وكل ساعة ونحن الذين نريد جائزة نوبل للسلام و لا نحاول ارساء السلام الوضع الامني والانساني ينبئ بالكثير من المخاوف والاخطار والوضع الاقتصادي لا يقل عنهما خطورة هذا ناهيك عن الجانب الامني .




سيسالني الكثيرون كيف اجيب فلنحاول ان نوصل اصواتنا للمجتمع الدولي للانتهاكات الموجودة, ننقل شهادات حية من اولئك الذين مرّوا عبر الحدود نناهض تدخّل عسكري اجنبي سيقتلنا ويقتلهم بامكاننا كذلك ان نكتب في كل مكان ان نرفع اللثام عن اعلامنا السمعي البصري الذي لديه حالة ذهول وغيبان بامكاننا ان نطلب قفل القنوات الليبية التي تزيد في تبليد الاوضاع ولا تنقل الحقائق لليبين الذين في مدن لم تصلها النيران بعد لست ادري نحاول حتى لا نكون خرس وصم وبلا احساس.


ان استمر القذافي في السلطة بعد ان يكون قد أباد كل الشعب الليبي او تقريبا فلا تعتقدوا بان الوضع سيعود كما كان وان رحل القذافي ليحل محلّه من يخشون على مصالحهم ويحاولون حماية الذهب الاسود فالوضع لن يكون اقل تعقيدا. 
نحن اجوار الجزائر وليبيا نعم ولكننا جوار بالاوراق فقط ولكنني دم واحد يجري في عروق الكثيرين منا فكم من عائلة حدودية متصاهرة مع اخرى ليبية او جزائرية وهل يعتقد احدكم ان دخول القوات الاجنبية سينقضنا بل بالعكس ذلك سيزيد من تعرضنا للخطر فهذا سيفتح للقاعدة المجال لتقول انها لن تترك اراضي اسلامية بايدي اصحاب الصنم وما غير ذلك من التسببات التي سيجدونها ليصبح التقتيل فينا احدهم حفاظا على مصالحه النفطية وآخرون اشباعا لرغباتهم السياسية وسنكون نحن الفدية.










 تذهب القراءات الآن الي استبعاد تدخل عسكري اجنبي كنت أنا كذلك أتقاسم هذا التفكير ولكن برؤيتي لتشكيلة عصام شرف رئيس الحكومة المصرية الجديد تغيرت رؤيتي للموضوع فلا يجب ان ننسى قراءة هذه الحكومة للوضع المصري وتعاملها مع اسرائيل الابن المدلل لامريكا والعدو الاصلي للعرب .أكثر من داعي لتدخل أمريكي في ليبيا و أكثر من إمكانية لقيام حرب ثالثة تسعى فيها دول أخرى حماية مصالحها الاقتصادية أو الامنية أو الحدودية 
أحيانا الاخبار في مجملها تبدو بعيدة عنها ولكن تحليلها يجعلها في عقر دارنا.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire