14 mars 2011

إمرأة في الميزان

سألت أبي البارحة: والدي لماذا مع كلّ إختلافاتهم إتفق اليمين واليسار على أن تكون المشكلة المرأة،فإبتسم مستهزئا وقال وهل غيرها يا حبيبتي عليه الكلام،وعندما لا حظ إستنكار تعابيري أجابني: أوّلهما وهو اليسار يدافع عن الدجاجة التي تبيض ذهبا وثانيهما وهو اليمين يريد بإسكاتها علوّا وبيانا.

إستغربت الردّ وقلت ولماذا هل في تقديمها قربانا حفظ للمال أم في ترهيبها كلاما علوّ للشان.
قد يبدو ردّي غريبا ولكنّ ذلك ما تبادر لذهني في الإبّان لكنّ والدي تفهّم ضبابية رؤيتي وفطوى سجادته وأخفى كتابه وحذا جواري ليفهمنيإستمعي إليّ ياإبنتي وركّزي في معنى الكلام ولا أحبّ أن تكوني كأولئك الذين يتوقفون بالمعنى حين يبدأ المعنى في الكلام.
دعينا نعود لتالايخ الحضارات والأديان ونرى كيف كانت المرأةعلى مرّ العصور والزمان وسأحاول الإختصار قدر الإمكان لأنّ سلطان النوم يناديني ولم يعد لي كثير من الطاقة للكلام.
لا يعتبر اليهود يهوديّا الا من كانت أمّه يهوديّة ولا يقبل الرهبان في الدير إلاّ طفلا في أوّل عهده أو من قدّمته أمّه و يقول ديننا أنّه بإمكان المسلم الزواج من حاملة الكتاب أتعرفين ما الحكمة في كلّ ذلك:إن حاملة الكتاب هي من الموحّدين بالله وبذلك فهي سريعة الدخول في دين الإسلام.والمرأة عموما أقرب الى الروحانيات والأبحث في الغيبيّات و الاسرع الى التضرّع الى من تحسبه هو الحامي والاه. وهو أمر ساري حتى على باقي النساء في الأديان الأخرى ولكن صاحبات الكتاب أقرب الى التوحيد لان كلّ كتب الرحمان هي كتب في الإسلام
والمراة هي المدرسة الاولى يا إبنتي هي القريبة من الله الذي يدخل القلوب قبل الدماغ هي التي محنها تجعلها تبحث عن الماورائيات هي التي في ألمها و ثقلها و حرصها على بيتها وولدها ترفع عيونها دون قصد منها إلى السماء هي المرأة يا حبيبتي.

هي التي  يعتبرها اليهود حافظة لاستمرار الدين و يعتبرها المسيح رقيّ الدين ويعتبرها الاسلام رحمة وموّدةهي التي لها عند الله شفاعة خاصّة وهي التي تحت أقدامها الجنّة هي تركيز لقوّة الله في الوجود تعيش معه الكينونة في جسمها وهي تعطي للكون وجود.
هي التي تعلّم أصول الدين وتربية الخلق وهي التي تفسّر حبّ الوطن وكرامة الخلق.هي التي تعوّد  الإنسان على أحسن الأفعال و تدرب الذريّة على حفظ اللسان وهي التي تصون الكبير بحب وحنان وتحمي  العرض والنسل وتحفض الدماء والأوطان.هي التي تحبب الأخ في أخاه وهي التي تطيّب النفوس وتحنن القلوب  هي أرقى من الجانب الغريزي الذي يحاول البعض حصرها فيه وإن كان عندها دونا عن الرجل له معنى الوجود لأنها به تواصل النسل والخلق بأمر الله.
هل تعلمين يا حبيبتي لماذا الصراع هل تعلمين لماذا يتناحرون بين الحق وما سمّوه بالاسلام
الصنف الأوّل يريد مالا يستقيت منه وموضوعا يتحدّث فيه ومعروفا يودّ المرأة به و يذكّرها به
والثاني لا يريد منها أن تعود لأصل الكون ومكانتها في الدين وهو الذكوري الذي لا يريد للضعف إقرارا و لا للنقص مكانا فيجعلها تطالب بالبعض مما هي به حق وتتنازل عن الأصل طواعيّة و استسلاما
ولكنّ الحقيقة يا قرّة عيني بأن المرأة هي أصلا أقوى بأمره تعالى وحتى بالبرهان على مرّ الزمان فهي تعمل داخل البيت وخارجه وهي من تربّي الأجيال وهي التي تدير البيت مالا وعاطفة وسكينة وإستقرار وهي التي تحمل في جسمها ثقل الدنيا وعلى كتفيها جبل مسؤوليّة وكتل كلّ الاحزان وهي التي تجعل من دموعها قوّة ومن حزنها فرحا ومن تعبها نشاطا .
هي التي توجد في كلّ حين وفي كلّ زمان أم وأخت وإبنة ورفيقة وصديقة وزوجة ومحبّة ولا تكلّ ولا تملّ ولا تئنّ وحتى حين دعيت للجهاد ذادت عن دين الإسلام وأدارت بيت مال المسلمين وإهتمت بالتجارة حين قلّت الرجال في قبائل رحل أهلها للجهاد
هي التي ترثي قتيلها صباحا وترضع رضيعها مساء بلا كلل ولا استنفار في كلّ بلاد الحروب أفهمت الآن لماذا النزاع لأنهم لا يستطعون أن يقدّموا اليها بعض الحق مما حباها به الرحمان.
إن المرأة وإن تنازلت وقالت أوافق على التساوى لأنها لم تجد ذلك الذي يعطيها من حقها ما يريحها و يخفف عنها الآلام والنفس يابنيتي تحب الإعتراف بالجميل حتى بلا كلمات تلك طبيعة البشر

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire