7 mars 2011

يتيم الثورة

اليتيم عادة يكون يتيم الأم أو يتيم الأب أما نحن فيتامى الوطن نحن من باعنا من وليناهم انفسنا.

اندلعت ثورات من بين ظلوع خرساء لازمان طوال .وانفجر الصوت المكبوت سنينا والكلّ كان يزايد على اول الشرارات قائلا بانها ثورة سلمية بسيطة وتهافتت الاقلام والاعلام ليقدّم لنا كلّ من مرآه تاريخ ثورتنا الثورة التونسية, اهتم الجميع بان يمجد وان يشكر وان يحيي وان يشدّ الايادى على شعب اسقط الديكتاتور, ديكتاتور اختاروه بانفسهم وقرروا ان يضعوا لوجوده حلا او هكذا حاولوا اقناعنا.
و بعد فتيرة من الزمن بين حقيقة الثورة المكتسبة والثورة المهدات بين من  استحق الثورة او من رأف بشعب فاهداه اياه, بعد مدّ وجزر بين تدخّل الجيش والاوامر الامريكية وبين خوف الديكتاتور المخلوع وهروبه او استحقاق شعب ابى الا ان يكون تدق نواقيس الخطر على باب آخر و تراب آخر ومن أصوات شعب آخر تدق من مصر.
قالو لي انت ليس بيتيم فانت اليوم وليد انت اليوم تبنتك عائلة جديدة والدك اسمه الحرية وأمّك ه الديمقراطية ورغم عدم سعادتي بهذه العائلة التي لا اعرفها الا اني سعدت بانتمائي لعائلة اصلا ولكنّ سعادتى لم تدوم فقد كثرت الهتافات ترفض عائلتي وعلت أصوات تنسب احقيتها بهذه العائلة مغيبة وجودي ناسية يتمي .
كانت هذه الوجوه التي تتداول على الكلام أمامي تشعرني مع كلّ حرف يغادر شفتيها بيتم أكبر كان كلّ حوار يدميني أكثر , من هؤلاء ومن اين اتو وماذا يريدون من عائلتي الجديدة؟
لملت أشلاء وجداني وحملت علمي و كتابي واقلامي واخذخت وطني بين أهدابي و ذهبت الى أمام دارهم انتظر نهاية الكلام وعند وصولي وجدت عديدن مثلي لست ادري ان كانوا اخوة لي ام هم بجيراني و اصطففنا كتلاميذ في الكتّاب ننتظر المعلّم ليأتينا بالبيان.
كانت الدقائق تمرّ وكأنها ساعات تقتل إحساسي بالامان وتنتهك مني الطمأنينة والسلام, ومرّت الايام وكانها سنين ترسم على جسدي هرم الايام كان قلبي ينتفض وانا اسمع طلقات الرصاص وجسدي يتلوى عند صوت الغاز الاّ دموعي فلم تنهمر لانني خزنتها للرقص والافراح كان كلّ اصوات الرعب تنذرني باخي في مصر الذي يبكي واختي التي بالميدان .
مرّت أيام ونحن ننتظر وكلّ لحظة وثورتي تنتهك بين من خالها جواد فركبها بدون حق وذاك الذي حسبها بقرة يحلبها في اي وقت وثالثا ينتهك قداستها بالف خبر كاذب وأخر بفسق, مرّت أسابيع وكانها قرون والكلّ ينظر ولا احد سألني من أكون واحد باسم الدين ينادي و يتحدّث كرسول وآخر جلد الاخلاق وقال هنا الصدق يقول ورابع ينتهش ذكرى حضارات ماتت وتآكلتها السنون ورابع لحريته ينادي وعن حريتي ما تساءل او حتى فكّر بانني في هذا الوجود,
في كلّ صباح و مساء وفي كلّ مكان وحين ألف صوت وصوت ينادي ليقتل احساسي بهذا الوجود, أمريكيون استباحوا عرض وطني وقالوا انه للامن ضامنون وفرنسيون اختلسوا اموالي وقالوا انه لحق امي مفعلون واوروبين خشوا هربي فجاؤوا لي مناصرون الكلّ يبكي موتاي الذي قتلتهم يداه والكلّ ينعي والدتي التي لم تراها بعد عيناي ولا احد ذكر اختى التي تبكي في  ميدان التحرير للقياي

كان كلّ يوم يمرّ تزداد القشعريرة في جسدي و يكتسح البرد جسمي فالتف في علمي خطائي الوحيد فقد هدّم منزلي, كانت عيناي ترتفع كلّ يوم الى السماء أنشد الهي وليس من ينشدون فلقد زاد يتمي حين علمت بأنني و إيّاهم لسنا بذات الدين معتنقون فانا رباني والدي بأن ديني قديم التاريخ قدسيّ المعاني سامي الاهداف علّمني والدي بانني ابنة رسول بعثه الله الواحد القهار ليختم به آخر المشوار وليكتب التاريخ دون تحوير او كلام من مناصر او جبار وانني ابنة رسول جاء رحمة للناس مليئا بالعطاء متسامح مع الاختلاف حافض للحق حاقن للدماء علّمني والدي بان ديني لا يحاسب حتى الرياء وأن الشهادة حاقنة للدماء وان الله الذي اعبده واقدسه هو الوحيد المكلّف بالحساب و الوحيد الاحق بالكلام على خبايا النفوس.
نظرت الى السماء اناشي ربي الذي ليس لي من نصير سواء اساله رحمة من قوم باسمه يريدون استباحة الارواح , وسافرت عيوني ترجوه نظرة من لدنه حتى يرفع عني وعن اهلي هذا البلاء ويبعد عنّا أذية قوم اتهكوا عرض دينه بالسلاح.
ومن شدّة سهوي لم انتبه الاّ واقدام تسير على جسدي واصوات تخترق أذني تطالب بعلمانية كمبدإ دون سواه, رفعت ناظري باحثة عن كلمات ما يقولون فوجدتهم يصرخون بمساوات في الحق ودولة القانون, استغربت وضعي وتسالت عن حقيقة عائلتي الست قد تبنيت من لحظات في عائلة الديمقراطية والحريّة والحقوق أم أنني أحلم وعيوني للسقف ناظرة, كان الكلّ ينادي بين أقلية تسعى وآخرون متديون وفجأة صمتت الافواه لحظات فقد جاءنا الفرج في صوت الحق لقد رحل ديكتاتور مصر بعيدا وغدا يعود اخوتي يغنون.
واتحدت الاصوات جميعا بين من كانوا متخاصمون يغنون ويرقصون ويتهازجون فرحين بنصر آخر ما كانوا له مرنقبون.
يا لغرابة الدنيا يبدو بانني لست اليتيمة الوحيدة اليوم ضمن هذه الجموع,

مرّ يوم آخر وبزغ فجر جديد وعدنا الى المكان الذي كنّا فيه قابعون فاليوم تهافتت الحاضرون والمصفقون والشاكرون ولكنهم للاقنعة مرتدون يشكرون ثورتنا التي يذكّرورنا بانهم هم الذين منحونا اياها و يشدونا على ايدينا التي كانت تمسك من عاث في البلاد فسادا و هم باليد الاخرى يوقعون , يمضون اوراق التبني و اوراق الوصاية و سجلات التبيعية و صفحات العبودية , يخطون على ايادين حرية مغلغلة و ديمقراطية مهترءة و سلام مشروط,



جاؤوا يهدوننا أموالا وهم لاموالنا مستبيحون وجاؤوا يعرضون علينا خبرات وهم لخبراتنا مستغلون وجاؤوا يعطوننا مجدا ونحن من اجل هذا المجد مات فينا كثيرون, جاؤوا بضحكة بارزة على الشفاه خفية على المعالم ليعدونا بكثير من الاحاطة لنكون سباقين في تاريخ ثوراتنا دون تحديد لا ماهية السباق ولا الى اين خط النهاية. وتركوا بيننا من يزيد في تعكير المياه ومن يقص الالسنة ومن يسحب الحق من الافواه. ثمّ رحلوا بعد أن اعادوا الينا من كانوا في ضيافتهم هربا من بطش فرعون.









يالاهي هل انا اهذي ام فعلا هذا ما فعلوه فكيف لتلك الاصوات التي كانت تنادي من بعيد خوفا وهروبا من بطش وجبروت ان تصبح اليوم قويّة وناصرة للقانون, كيف لاولئك الذين كانوا في خيراتهم يتمعشون وفي كنفهم يحتمون بان يساندونني اليوم ويرفضون استفحال الطاعون, ازدادت دقات قلبي تباعا واحسست بان يتمي اليوم قد جدد بدل المرّة آلاف المرات بل إنني شعرت بانني اعود لليتم تباعا.
هذه الأصوات كنت اسمعها تأتي من بعيد لم تقل يوما غير كلمة لا او نعم الموالات تأتي اليوم لتغتصب حقي من جديد تأتي لتعيد ديكتاتورية ولكن بشرعية حماية اليتيم كلّ يغني على ليلاه وكلّ حقّ ولا حقّ سواه وانا في كلّ هؤلاء ابحث عن ذاتي عن نفسي عن صورتي عن عائلتي عن مستقبلي وحريتي المسلوبة.ينادون بالتسامح وليسوا بمتسامحين ويرددون التواصل وهم لامثالي مقصين ويساومون بالشرعية وهم لغير مشروعيتهم ليسوا بمبالين وانا كنت تاهئا فاصبحت منبتا ويتيم.


لملمت شتاتي كلّ ما تبقى لي من حلمي ومن جميل ذكرياتي و دخلت في قلب البلد الحزين الذي قدّر له ان يبقى باحثا عن صفته الى حين حين انفجر في وجهي بركان من الدماء و تهاطلت على راسي اشلاء من بقايا انسان و دوت في أذنيّ صرخات رضيع وانين بنات. صعقت من رأيت وفجعت مما اكتسيت وقلت من اين وكيف ومتى اتى هذا ومن فعل اي مجرم حقير.
كان الثراء ملطخا بالدماء وصوت الثكالى يعلو في كلّ مكان وعويل وصياح وصرخات تتوالى من هنا وهناك, انه بيت ابن عمي انفجر فيه الداء فهذا الديكتاتور ليس بمثل سواه يستبيح الدم والعرض ويقبل التقتيل على ترك عرشه لسواه ويستمر في ظلّ كلّ هذا الضجيج كلّ يغني على ليلاه.
اين ذاك الذي كان بالحق ينادي وبالحرية اليس اهلي من احقي الحق والحرية , اين اولئك الذين كانوا البارحة منظرين وله شاتمين ولعنفه علينا وعلى ابنائنا مستنكرين اين هي اصواتهم الآن وسط كلّ هذا الانين اين ذلك الذي يتشدق بالدين ويقول بانه له من الداعين وكان بالامس يناقش هذا الديكتاتور ويقول انه راعي للحق والدين امّ ان دينه الذي لا اعرف ماتاه لا ينكر الظلم ولا قتل الراعي لرعاياه , هلّ ان الكتاب الذي ينادي به لا يدعوا الى نصرة الاخ ظالما او مظلوما فتمنعه فعل الجرم او تسجنه لايقاف مجونه هلّ ان دينه الذي يتبناه لا يعتبر قتل النفس بغير حق كفر بالله وعبادة لسواه امّ ان كتابه المقدّس الذي يتبناه لا يقول بالطاعة في الحق ولا طاعة لعاصي الله . غريب امركم يابشر حين تجف الكلمات اذا كانت لغيركم عبر.
ان اولئك الذين يتشدقون بتقسيم الثروات واسترجاع حق الشعب وطمس الديكتاتوريات ام انه فقط حديث تتخمون به عقولنا في تشريع ما سميتموه بحق الثوريات. اليس هؤلاء الصامتون المشاهدين للمجازر وخانعون كانو بالامس لكم ساندون وكانوا لكم من بطش عدوّكم حامون . اليس هؤلاء من قالوا بانهم سيتدخلون لينقذون اهلي من بطش هذا المجنون وكانوا البارحة امامي يتشدقون بارساء الديمقراطية في عالمي العربي يتفاخرون ولكم كانوا مناصرون يمولونكم حتى لا تسكتون لماذا انتم الان خارسون كابتين الحق في صدوركم ولهم لستم تواجهون اتخافون ان يرموك ويبغيركم لنا ياتون ام نخشون ضياع مصلحة في قسمة هذا الوطن الحزين المغبون.
اين انتم ايها العلمانيون من دولة تفصل الدين عن القانون, ذلك القانون الذي به تتباهون وتقولون بانكم له افضل المتكلّمون هل انتهاك حرمات البشر وتقطيع اجزائهم والتنكيل بالشعوب يحميه بمنظوركم القانون ام ستذكرونني بما كنتم تقولون وانكم استنكرتم ورفضتم بل حتى كنتم منددون هل هكذا تنوون ان تحادثون و بهذا القانون. هل انتم من سينصرنا ام ان لنا مغتالون. كيف اعطيكم يدي بحرية تصافحونها بخنجر مسموم وكيف تريدون مني بيع حرية لديكتاتور مقنع بقناع الشرعية والحقوق


اسمحوا لي فقد قررت اليوم ان اتكلّم وليكن ما يكون, افضّل اليتم على عائلة تنسبونها لي وانا لا اكن لها اي حب او تقدير او حتى ذكرى طفل صغير.لن أقبل بأب قتلتم فيه الروح ورميتم لي بما تبقى فيه من عظم هرم و كئيب ولا بأم إغتصبت على اكثر من يد و مغتصب لئيم .
لن أعطيكم شرعية كفالتي فيتمي شرفي لن اهديه لكم لتنتهكوه وضياعي حاضري سأحميه حتى يجد غد اكيد.قد تكون ثورات شعوبي قد انعشتكم وقد تكون الحرية قد استهوتكم ولربما هي فرصة لعودتكم ولكنها قيدا لي اكيد لن تكون.

انا يتيم الثورة الذي قتل اباه  واغتصبت امه وهدم بيته و شرّدته الايام, انا يتيم من عقود كنت ابكي ضياع حقي واشكو ظالمي للوجود واليوم انا يتيم ثورة تريد إعادة التوازن لهذا الوجود فلن اعطيكم شرعية يتمي تزايدون به في بورصة الكراسي والمصالح والتشبث بالتطرّف المرفوض لن أقبل يسارا سهمشني و لا يمينا يكفّرني ويبعدنى عن دين الجدود لن امنح صوتي لمن يريد بحمايتي اكتساب مكانة في هذا الوجود, لا تقولوا جنت بل بالعكس انا اليوم فقط علمت بان يتمي سينتهي وهو ليس املا بل حق موجود, اليوم فقط علمت انكم لا تختلفون عن باقي الوجوه وانكم ستبيعون حقي وحتى تبيعونني لتحافظوا على مكانتكم في هذا الوجود لكنني يتيم وطن يبكي ضحاياه ويشدو لغد نظيف متسامح مرموق انني يتيم ثورة قامت لتكسر مع بقايا الظلم المقنع ومع كلّ من لا يعرف مواجهة صعوبات الموجود.
فاعلموا بان يتيم الثورة يتيم الى حين يصل الطوفان الى آخر الحدود ليجد ابه الحرّ وامه ديمقراطية لا يهدمها تطرّف ولا طمع سياسي مسعور, سأجد عائلتي وسط هؤلاء الذين ليس لهم في هذه الدنيا قيمة ولا يفقهون معنى للوطن المنشود انا الآن يتيم ولا أخشى غدا ان اصيرا شهيدا ولكنني لديكتاتوريتكم غير قابل ولن اكون بخنوع سأعلي صوتي حتى بيتمي لاذكر العالم بحقي بانني موروث لحق التسامح والحرية والوجود فانا يتيم ولكنني لست بمنبت في هذا الوطن واقسم بانني سأكون دوما في بطشكم عثرة حتى انتصر او اصبح شهيدا في تاريخي وطني المحبوب.فثورتي يغذيها دم اخي المقتول و يحميها رحم ديمقراطية تريد اعطاء وليد لهذا الوجود.
فلا تستخفوا بي ولا تقولوا بسذاجتى فانا فقط الآن يتيم مشغول بأمور العدوّ ولكنني ساعود.



2 commentaires:

  1. c'est un trés beau texte,j'adore,mais une question
    ا نحن فيتامى الوطن
    pourquoi,je ne suis pas d'ac!
    au contraire,nous sommes nouvellement né
    et notre pére et mére c'est cette révolution
    mais c'est trés beau
    bonne continuation
    AMAN MERABET

    RépondreSupprimer